الوسواس القهري
أولا : المقدمة
هل أصابك أنت أو أحد أفراد عائلتك الوسواس الشديد؟
هل تكرر من التأكد من أنك قمت بقفل الباب أو إطفاء الأجهزة الكهربائية ؟
هل توسوس لك نفسك بأبشع الوساوس ؟
هل تراودك أفكار دينية مدنسة أو محرمة بشكل غير طبيعي ؟
هل تتوضأ عدة مرات قبل أن تحس أنك قمت به على الطريقة الصحيحة ؟
أو ربما أنت من النوع الذي لا بد أن يكرر قراءة القران ن في الصلاة حتى تضمن أنك قد قمت بقراءة السورة بالشكل الصحيح ....
إذا كان عندك واحدة أو أكثر من الوساوس السابقة, فأنت أذا تعاني من مرض الوسواس القهري
.... لا .... هذه الوساوس لبست من الجن أو من الشيطان , ولا علاقة لها بأي
قوة خارقة , بل هو مرض أصله في المخ كما أثبتت البحوث العلمية , وأقول أنه
ليس له علاقة بالجن لأنه لو كان كذلك لغادرت هذه الوساوس بمجرد الذكر ,
ولكن ربما كررت وكررت قراءة القران والدعاء ولكن لم تصل إلى نتيجة .
ذلك لان السبب هو التركيبة المضطربة في مقدمة المخ والذي تسبب في هذا المرض , فتتكرر وتتكرر عليك الوساوس رغما عنك .
ولكن الجميل في الموضوع أن هذا المرض يمكن علاجه, وقد عولج الكثير من هذا
المرض ورجعت إليهم حياتهم الطبيعية وأحسن مما كانت عليه قبل المرض, فهي
خالية من الوساوس و الأفكار المتطفلة وعادت إليهم صداقاتهم ونشاطاتهم.
ثانياً: ما هو الوسواس القهري :
الذين يصابون بهذا المرض قد يعتقدون أن هذه الوساوس إنما هي نتيجة ضعف
بالشخصية , أو أنها جاءت بسبب حالة نفسية , أو أنها من عمل الشيطان أو الجن
والسحرة , أو إن الله غاضب عليهم ....
ولكن الحقيقة ليست كذلك وربما يكون الاعتقاد وهذا سببا في زيادة المرض , إذ
كيف يمكن أن يتخلص أحدهم من ضعف الشخصية إذا أعتقد أنها هي سبب المرض
والتي ربما نشأ عليها طوال حياته ؟
أو كيف له التخلص من الشياطين والجن والتخلص منهم لا يتم إلا بصعوبة !
أو كيف يمكنه أن يتخلص من الحالة النفسية وهو ربما يستحي أن يفصح للمختصين
بها ؟ أو يفكر أنه من العيب أصلا أن يفكر بهذه الطريقة فكيف اذن يخبر الغير
بذلك !!!
.... كل هذا يدعو لفقدان الثقة بالنفي وزيادة حدة المرض
.... اذن ..؟ فما هو المرض ؟
وما السبب في وجوده ؟
وكيف يمكن للأفكار إن تدخل بهذه الشدة وتدخل بشكل قهري ؟
ولماذا الإحساس وكأنك مرغم على القيام بعادات غريبة ؟
ولماذا تتكرر هذه الأفكار كالاسطوانة المعطلة المتكررة ؟
_ إن هذه الأفكار ليست إلا أفكار سببها خلل كيماوي حيوي في المخ , حيث تشير الدراسات بأن هذا المرض لا يظهر إلا
بعد أن يقع الشخص تحت ضغط نفسي أو إرهاق أو أزمات شديدة .
وأن هذا المرض لايميز بين شخص ذكي وآخر غير ذكي .
ولقد دل البحت العلمي على إن السبب في مرض الوسواس القهري هو خلل في انتقال
الرسائل من مقدمة المخ إلى أعماقه ولانتقال الرسائل بشكل طبيعي يستخدم
المخ مادة السروتونين لنقل الرسائل بين الوصلات العصبية , فمرض الوسواس
القهري يتعلق بنقصان مادة السروتونين , لذلك فان الأطباء المختصين وبعد
تشخيصهم لهذا المرض يقومون بإعطاء المرضى أدوية تزيد من نسبة مادة
السروتونين .
ثالثا : أعراض المرض :
تنقسم أعراض مرض الوسواس القهري إلى ثلاثة أقسام :
_ القسم الأول : يحتوي على الوساوس والشكوك الفكرية
_ القسم الثاني : يحتوي على العادات والسلوكيات الاضطرابية التي تترتب على هذا الوسواس
_ القسم الثالث: يحتوي على الأعراض الجسمية والنفسية .
القسم الأول : الوساوس والشكوك الفكرية :
الوساوس الفكرية هي أفكار أو صور ذهنية أو نزعات تتكرر وتتطفل على العقل
بحيث يحس أنها خارجة عن سيطرته , وتكون هذه الأفكار من الانزعاج بحيث يتمنى
صاحبها مغادرتها من رأسه , ويصاحب هذه الأفكار عدم الارتياح , والشعور
بالخوف والكراهية أو الشك والنقصان .
وهذه بعض من الوساوس الفكرية:
* التكرار الكثير : تكرار عادات روتينية بلا سبب مثل تكرار السؤال مرة تلو
الأخرى , أو إعادة القراءة عدة مرات أو إعادة الصلاة حتى تتم على أكمل وجه
* شكوك غير طبيعية : مخاوف لا أساس لها من الصحة من أن الشخص لم يقم بالشئ
على وجهه الصحيح , إغلاق الأجهزة الكهربائية المنزلية , أو التأكد من عدم
وجود عوارض مرض خطير في الجسم
* أفكار دينية محرمة : توارد أفكار محرمة أو مدنسة بشكل غير طبيعي ,
والاهتمام الزائد عن الطبيعي بأمور الحلال والحرام , والخوف المبالغ فيه من
الموت
* استحواذ الأفكار الجنسية : أفكار جنسية غير طبيعية لا يتقبلها الشخص .
* تكرار الوضوء: إعادة تكرار الوضوء عدة مرات قبل أن تحس أنك قمت به على الطريقة الصحيحة .
وقد يصاب المريض بواحدة أو أكثر من حالات الوسواس التي ذكرت سابقا , وطبعا
ليس كل ما ذكرنا هو كل حالات الوساوس الفكرية ولكن سقنا بعضها .....
القسم الثاني : : العادات والسلوكيات الاضطرابية :
المصابين بمرض الوسواس القهري يحاولون التخلص من الأفكار المتكررة عن طريق
القيام بعادات اضطرابية , والقيام بها لا يعني أن القائم بها مرتاح من
قيامه بها , ولكن العمل بهذه العادات هو مجرد للحصول على راحة مؤقتة من
تكرار الوسواس .
القسم الثالث : الأعراض الجسمية والنفسية :
1_ الشكوى المتكررة من الصداع واضطراب النوم وقلته .
2_ الآم في المعدة وقلة الشهية للطعام
3_ نقص في الوزن
4_ البكاء العلني بدون سبب
5_ الخمول والشعور بالتعب والإجهاد
6_ الشعور بالعجز ونقص القدرة على التفكير والتردد في اتخاذ القرار
7_ الشعور بالذنب واللوم : يصف نفسه بأنه أسوا مما هو عليه واسوا مما يراه الآخرين
8_ ضعف القدرة الجنسية
9_ عدم الرضا عن العلاقات الاجتماعية :علاقته مع الأهل والأبناء والزملاء لا ترضيه
10_ انخفاض في مستوى المتعة والسرور
وهذه كلها أعراض طبيعية تصاحب المرض وتزول بزواله
رابعا : كيفية معالجة المرض :
_ هناك أمر مهم قبل البدء بالعلاج وهو : معرفة الشخص المريض بالمرض والتحدث مع المختصين
لتشخيص المرض
_ هناك نوعين من المعالجة يجب على المريض الجمع بينهما للوصول إلى الشفاء
1- المعالجة الدوائية :
من ا لمهم جدا أن يقوم الشخص بأخذ الدواء إذا ما وصفه الطبيب المختص له ,
خصوصا إن الأدوية في الوقت الحالي وصلت إلى مرحلة متقدمة التي تسمى بروزاك
هذا النوع من الدواء ينتمي إلى مجموعة (ssri reuptak inhbition celctivr
serotnin)ويقوم هذا الدواء بزيادة نسبة السيروتونين في المخ بحيث يستعيد
المخ نشاطه الطبيعي وتزول الأفكار السلبية
ويتميز هذا الدواء بأعراض جانبية تؤثر على المتعاطي وكما تبين صفحة الدواء
على الانترنت إن الأعراض الجانبية تزول بعد فترة من التعاطي .
والجدير بالذكر إن هذا الدواء لا يدمن عليه متعاطيه أي انه يقدر إن يتركه
في أي وقت شاء , لكن الذين يصف لهم الطبيب الدواء عليهم إن يستمروا في أخذه
حتى ولو شعروا بالشفاء إلى إن يقرر لهم الطبيب التوقف عن تناوله .
وان هذا الدواء يتطلب على الأقل ستة أسابيع قبل أن يعمل بالشكل الصحيح ,
ولكن التأخر في بدأ المعالجة واخذ لدواء يؤدي فقط إلى تأخير الشفاء وتبقى
فرصة الشفاء موجودة إلى إن يبدأ المريض بشرب الدواء , فهناك كثيرون المرضى
لم يهتدوا إلى التشخيص للمرض وبالبدء حتى بعد ثلاث سنوات أو أكثر من مرضهم ,
ومع ذلك لما بدئوا بتناول الدواء شفيوا خلال المدة المحددة للشفاء .