التفكك الأسري.. سبباً للأمراض النفسية
[وحدهم المديرون لديهم صلاحيات معاينة هذه الصورة]
* د. فرانسوا إيتيان
هناك أمراض نفسية شائعة لدى الأطفال، بداية يمكن أن تكون بسبب البيئة
والظروف التي يعيش فيها الطفل، تحيط به سواء كانت مادية أو إجتماعية، مما
يولد له عدم استقرار وتوازن نفسي، ومن أسباب الأمراض النفسية عند الأطفال،
التفكك الأسري الناتج عن عدم التوافق بين الأم والأب، فإذا ما كثرت في هذا
الوسط الأسري المشاحنات والمشاجرات ترانا نجد أن كل فرد في هذه الأسرة
ينصرف إلى التكفل بنفسه، اما الصغار فيصبحون ضحية اضطرابات نفسية واهتزازات
تشعرهم بالتشتت والضياع، وكلاهما يتطور إلى كبت وإحباط، ما يفرض على
الطرفين الأم والأب على حد سواء إدراك المشكلة وتحمل نفورهما حفاظاً على
ترابط الأسرة ولو بالعلن أمام الطفل.
(إصابة الطفل بأرق وقلة نوم وتسارع في دقات القلب، واحمرار في الوجه ليس
بالضرورة أعراض اضطرابات عضوية، لذا عليك كأم أن تتفهمي الحالة بحكمة حتى
تسهل عملية المعالجة لربما هي أعراض نفسية، حاولي أن تراقبيه وتلاحظي
تصرفاته كي تستأصلي مشكلته الأولية.)
ومن واجبك كأم التيقن أن طفلك يتأثر بالمحيط الذي يعيش فيه، لذا عليك نبذ
كل مشكلة والاهتمام به حتى لا تتأثر ذاته بالمشاكل العائلية، وتتحول إلى
أمراض نفسية تتطور إلى مرض نفسي عضوي محض جراء تراكم المشاكل يستدعي تدخلاً
طبياً.
ولتأمين راحة نفسية لطفلك يلزم توفير محيط أسري متين وآمن، يشجعه على كشف
كل ما يثير خوفه، بطريقة سلسلة قريبة منه. أما الخوف الذي يتحول إلى حالة
مرضية يجب أخذه بعين الإعتبار، لخلق جو من الفرح والتسلية داخل المنزل،
يشعر طفلك بالدعم والقبول ورفع معنوياته كوصفه بالبطل، فهذه الكلمة تعزز
الثقة بذاته وتشعره بالراحة والطمأنينة تحت تأثير جرعة من الحنان والعطف.
كما يمكنك إبعاد طفلك عن مخاوف قد تحصل له، بإخباره أن كل شيء على ما يرام
ولا وجود للخوف. وهنا يجب لفت نظرك بعدم تركه ينام في غرفة مظلمة منعاً
لاستيقاظه مذعوراً، فحالة الخوف هذه تزداد وسرعان ما يؤدي إلى صدمة تزداد
معها الكوابيس الليلية، مما يجعلك غير قادرةٍ على فهمه لكثرة تشعب الخوف
بداخله.
أما الحل الآني فيكمن في ابعاد الطفل قدر الإمكان عن مشاهدة الأفلام
المرعبة، كي لا يفاجأ بمشاهد جريئة أو مشاهد الرعب والقتال. وبالعودة إلى
المكتسبات التربوية والسلوكية الغير سوية والتي يصاب بها الطفل بسبب سوء
تربيته.
(إن الثقافة التربوية التي تحيط الطفل، إن كان من الناحية الإجتماعية
والنفسية السلوكية، تؤمن له تنشئة صحيحة ومعتدلة بعيدة عن التعقيدات
والكبت).